تعجبت كثيرا وأنا أقرأ في إحدى الصحف إزدياد النفور والعصبية الحادة بين الزوجين، خصوصا بين كبار السن، حيث أثبتت دراسة أن هذه الحالة فى ازدياد حاد أكثر من 70% فى العالم العربى، فيما بدأت هذه النسبة في الانخفاض إلى 30% في أمريكا وأووربا.
وبالتأكيد، فإن إرتفاع النسبة في الوطن العربي يضع أمامنا أكثر من تساؤل وعلامة تعجب، لماذا، وأين يكمن الخلل في العلاقة الزوجية، وماهي الأسباب التي تؤدي إلى هذا النفور، فمنظومة الزوجين فى مجتمعنا الإسلامى، وبعد العشرة الطويلة معا بحلوها ومرها، وبعد إكمال وتواصل الرسالة التربوية فى تربية الأبناء وتعليمهم يفترض ويجب أن تزداد المحبة والرحمة والألفة بين الطرفين بحكم عشرة السنين الطويلة، لا أن نجد أن الزوجين المسنين فى تباعد وعدم إنسجام وتوتر، وكل واحد منهما منفصل عن الآخر فى المنزل، وقد شددت العديد من الدراسات الإجتماعية على تعزيز العلاقة بين الزوجين بعد أن يتقدم بهما العمر، لأنه يفترض في هذه المرحلة من العمر أن يكونا فى أمس الحاجة لمساعدة بعضهما، وتؤكد هذه الدراسات على أهمية تغيير الروتين في حياتهما، لذا ينصحون بالسفر لو كانت ظروفهما المادية جيدة والتمتع بالطبيعة معا وإستذكار الذكريات الجميلة التى كانت بينهما، وهو ما نراه ونلمسه بين السواح الأجانب ومعظمهم يمثلون كبار السن، وأما إذا كانت ظروفهما لا تسمح بالسفر فإنه يقع على عاتق الأبناء دور كبير فى التقريب بينهما والتواصل معهما لكسر الجمود والنفور وعدم إحساسهما بأنهما أصبحا مهمشين في حياتهما بعد أن تقدم بهما العمر، فهما في هذه السن في أمس الحاجة إلى من يحن عليهما ويقف بجانبهما ويشعرهما بالحب والحنان والمودة.
بقلم: د. هيثم محمود شاولي.
المصدر: مركز واعي للإستشارات.